bidaro com بيدارو كوم
أهلاً وسهلاً بكم في
منتديات بيدارو
مع اطيب الأوقات
للأخوة الراغبين بالتسجيل
يرجى الأطلاع على التعليمات
مع التقدير ،،
bidaro com بيدارو كوم
أهلاً وسهلاً بكم في
منتديات بيدارو
مع اطيب الأوقات
للأخوة الراغبين بالتسجيل
يرجى الأطلاع على التعليمات
مع التقدير ،،
bidaro com بيدارو كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

bidaro com بيدارو كوم

منتدى اجتماعي ثقافي ترفيهي
 
الرئيسيةالرئيسية  بوابة بيداروبوابة بيدارو  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
goweto_bilobed goweto_bilobed goweto_bilobed
,, أهلاً بأخي وصديقي الإنسان، من كان ومن أين ماكان ,,
goweto_bilobed goweto_bilobed goweto_bilobed

 

 الرسالة الخامسة من تحت الأنقاض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله النوفلي
المدير العام
المدير العام
عبدالله النوفلي



الرسالة الخامسة من تحت الأنقاض Empty
مُساهمةموضوع: الرسالة الخامسة من تحت الأنقاض   الرسالة الخامسة من تحت الأنقاض Icon_minitimeالثلاثاء 13 نوفمبر 2007, 8:51 pm

الرسالة الخامسة من تحت الأنقاض


صديقي الوفي:

أكتب لك اليوم وأشعر أن الهواء الملوث الذي أتنفسه قد أوشك حتى هذا على النفاذ، فما أشمه هو روائح لا تمت للحياة بصلة بل روائح تذكّرني أن الحياة مقبلة على الانقراض أقله لما حولي وفي الموقع الذي أعيش فيه، فصوَر الموت منتشرة وتغتال كل أمل أحاول رسمه على وجهي وملامحي، كل هذا يدفعني نحو اليأس والخنوع بل الركون إلى ناصية لا تنتهي بأحسن الأحوال سوى إلى الموت ولو ببطأ، أي أن النتيجة هي ذاتها لو تحركت وسعيت وحاولت تغيير ما يمكن تغييره وصولا إلى بعض الأمل بحياة أفضل.

فيا عزيزي، لم نعد نتذوق طعم للحياة لأنني لا أجد أية مظاهر للحياة، حتى إن رأيت موكبا للعرس، فلا تشعر بطعم الفرح والانشراح وأنت ترى عروس وعريسها بثيابٍ تدعو للسعادة والحبور ومعهم الأصدقاء يفرحون حينا ويغنون حينا آخر أو يترجلون من الموكب ليُنَظِموا حلقة من الرقص البريء بغية أدخال السعادة لأحبائهم الذين للتو بدأوا ببناء العش تماما كما يفعل العصافير، حيث تذكرت هذا عندما كنا نجلس في الحديقة العامة التي كانت في حيِنا أنا وأنت وكيف راقبنا عصفورا صغيرا يرتقي الشجرة حينا وينزل إلى الأرض ليبحث عن قشٍ بسيط يضعه في فمه ليعلو مجددا وينسج من خلاله عشا صغيرا تمهيدا لكي يضع فيه بيضه لتستمر حياته، وأتذكر أننا تسلقنا تلك الشجرة وشاهدنا عمل ذلك الطائر الجميل ومجّدنا الله للغريزة التي وضعها في مخلوقاته كي تبقى الحياة مستمرة، وفعلنا هذا رغم أن طائرنا الجميل كان يراقبنا وهو خائف أن نعبث بما توصل إليه من عمل، وربما بعد أن تركناه سالما شكر الله لأن حياته لم تصب بأذى.

لكن حياتنا اليوم تصاب بأذى أيها العزيز، وكل ما نراقبه وما يحيط بنا يتربص لكي يوصل أقسى أنواع الأذية لنا، وما حاولنا أن لا نلحقه حتى بالطائر الصغير، يلحق بنا أشد منه نحن البشر، ونلحقه أحدنا بالآخر ونحاول أن نسحق المقابل لكي نحقق كسبا ما، وهنا تذكرت كيف كنت تتكلم عن الغابة وسيطرة القوي على الضعيف وتُصَور لي كيف أن الأسد يسير متبخترا ما بين الحيوانات الأخرى وجميعا تصابُ بالهلع عند رؤيته وتتحاشى أن يراها كي لا تصبح فريسة محتملة له خاصة إذا كان جائعا، ونحن كنا متفقين على انه لو شبع لترك الجميع دون تدخل في حياتها ولا يسبب أية أذية لأضعف حيوان!!! لكن اليوم في العراق أصبحنا جميعا نعيش في غابة لا يطبق فيها حتى قوانين الحيوانات!!! فبشر هذه الغابة لا يشبع أبدا وحتى لو كان متخما فإنه دائم البحث عن ضحية جديدة، لا لشيء سوى ليُرضي غروره ونزقه وتصبح روحه السادية ثملة من دماء البشر الأبرياء وليرتاح عندما يرى العالم تتراكض خوفا وتدخل مخادعها وتغلق الأبواب عليها لكي تبعد الأذى عنها، فحتى أسد الغابة لم يمارس مع الحيوانات الضعيف ذلك!!!

اليوم يا عزيزي، نحن في العراق محرومين من أبسط الحقوق الإنسانية فنعيش بلا كهرباء العصب الأساسي في المدنية الحديثة، وكلما أتذكر هذه القضية تحضرني قصة كنا نتادولها ونحن صغار أيام لم تكن لا كومبيوتر ولا اتصالات ولا كهرباء ولا وسائل اللهو ولا أي شيء وكنا في قرية صغيرة، ما أن تغيب عنها الشمس حتى يلتحق كل بمخدعه يطوي الليل نوما لينهض مع خيوط الفجر الأولى ومع أول زقزقة لعصفور أو صياح لديك فكانت الحياة هكذا وحتى نقتل وقت الفراغ كنا نروي قصة نقول عنها انها لا تنتهي وملخصها أنك تسأل صديقك أي سؤال وعند جوابه ما عليك إلا أن توجه له سؤالا مفاده لماذا قلت هذا، وتستمر القصة لتنتهي بضحك متواصل وقضاء بعض من وقت الليل الطويل، لكن هذه القصة اليوم تشبه كثيرا ما نعانيه في قطاع الكهرباء، فالحجج موجودة والأرقام أصبحت مألوفة بحيث أصبحنا نؤمّل أنفسنا أن نحصل ولو على ساعتين من الكهرباء في اليوم لكي نستطيع أحماء الماء لغسل أجسادنا المتعبة والمتربة خاصة وأنت تعرف كم أن أجوائنا متربة صيفا وشتاءا، وليس هذا فقط بل أن الجسم وما يفرزه من العَرَق الأمر الطبيعي لحرارة الصيف اللاهبة كلها تحتاج لكي نغسل أجسادنا حتى عندما نجلس ونتحدث تكون رائحة الجالسين طبيعية ويقضون أوقاتهم براحة ونقاش مفيد أو مسلي!!!

الكهرباء اليوم يا عزيزي أصبحت تقاس بالأرقا 3×3 أو 2×4 أو 1×6 أو 1×12 وهلَمَّ جرا والرقم الصغير هو دائما لوقت التجهيز يقابلها الرقم الكبير الذي هو الانقطاع علما أن الكهرباء قد تنقطع ليوم أو اثنين او حتى ثلاثة دون أن يظهر لها أثرا ولولا ما يوفره مشغلوا المولدات الأهليه من تيار ضعيف لكنا نعيش في عالم آخر لا يعرف عن العالم المتحضر أية معلومات ولما أستطعت أن أتواصل معك برسائلي ولا تمكنت من طبعها وأيصالها إليك.

وكما قلت لك أن الأعذار جاهزة دائما؛ أعمال تخريب... أو تخريب في أعمدة، أو في محطات التوليد، أو تجاوز على الحصة المقررة من قبل المحافظة الفلانية والعلّانية، وكأننا كشعب لا نعرف بوجود سيطرة مركزية تُشرف على تغذية هذه المنطقة أو تلك وتعرف الحمل الكلي ويمكنها التحويل من منطقة إلى أخرى أو أطفاء منطقة معينة كي لا يحصل الحمل الفائق الذي يصبح المصروف أكثر من المنتج وتحصل اعطالا في الشبكة، وأنا اكتب لك ذلك لأننا عندما كنا في دراستنا وأذكرك بالتحديد عندما أقامت لنا الجامعة سفرة علمية إلى غرفة السيطرة المركزية للكهرباء وكيف كانت جميلة ومرتبة بحيث يستطيع من يديرها بأزرار معينة يرتب كهرباء العراق أجمع !!!! لكن أين نحن وما كنا عليه قبل عقدين من الزمان، والعالم يتطور ولكننا يا عزيزي نسير إلى الوراء دُرْ بلغة العسكر، وتقول لي برسالتك أن لو حدث انقطاع لدقائق معينة عندكم يتم أشعار الناس بذلك قبل فترة ليرتبوا أنفسهم خلالها ومع الاعلان كلمات كثيرة من الاعتذار لكون العمل أضطراري، ونحن هنا نخاف حتى ارتياد المصاعد مخافة أن نبقى حبيسي تلك المصاعد وقد نتعرض للأذى الجسدي عند انقطاع التيار عنها ونحن معلّقين فيما بين الطوابق!!!

إنه واقعنا الحالي يا عزيزي والذي نخجل حتى من الحديث عنه لأنه لأننا ماضون بسرعة نحو العصر الحجري، وربما سنستغني عن السيارات ونعوضها بالحيوانات وكذلك عن الغاز والمحروقات اللازمة لتسخين الطعام وغيرها من اللوازم والتي سأجعلها حديثي معك في رسالتي القادمة، والذي أطلبه منك أن تكون عونا لنا تتحدث عن هذه المآسي فربما منظمة تنتبه وتترك سعيها تجاه الرفق بالحيوان لكي توجه عنايتها للرفق بالبشر الذين سيصبحون قريبا كالهِرقل الذي عاش في غابة وتعلم لغة الحيوانات ولا يعرف من الدنيا سوى ما يحيط به من مخلوقات، هكذا نحن سائرون ويبدو هكذا سيكون مصيرنا لو استمرت الحالة وكبارنا والذين يسبقونا بالعمر يتحدوثون عن الشر لو دام دمّر، وشر يومنا يبدو عليه أنه سيدوم ولا أستطيع القول سوى الله يستر. وإلى اللقاء.
صديقك الذي يأمل أن تتغير أحواله لينتقل من تحت الأنقاض إلى فوقها
عبدالله النوفلي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرسالة الخامسة من تحت الأنقاض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الرسالة الثامنة من تحت الأنقاض
» الرسالة السابعة من تحت الأنقاض
» الرسالة 13 من تحت الأنقاض
» الرسالة 11 من تحت الأنقاض
» الرسالة 12 من تحت الأنقاض

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
bidaro com بيدارو كوم :: منتدى مقالات النوفلي :: من منتدى النوفلي :: رسائل من تحت الأنقاض-
انتقل الى: