موضوع: كلام عن المرأة الخميس 06 مارس 2008, 6:29 am
كلام للمرأة
كل عام وفي شهر آذار مارس تتقدم المرأة كعنوان إلى واجهة المقالات في الصحف والمجلات والمواقع الأليكترونية، لا لسبب إلا لوقوع عيدها في هذا الشهر، لكن المرأة هي دائما في الواجهة وإن اختفت هذه الكلمة من قاموس الحياة اليومي، لأنها بمكانتها مثبتة في الواجهة شئنا أم أبينا لأنها بأبسط تعبير: السيدة الأولى في البيت إن كانت زوجة، وهي الحضن الدافيء كصديقة، تستمع برقة وتهتم بهدوء وتساعد دون مقابل، وهي الإنسانة الرقيقة وبأمس الحاجة لكي نمدّ لها يد المساعدة لا لكونها ضعيفة بل لتكوينها الجسدي الجسماني وموقعها الاجتماعي المُكبل والمُقيد بتقاليد وعادات اجتماعية؛ منها الحديثة ومنها الموروثة والتي لا تُعد ولا تُحصى.
فنظرة بسيطة لحياتنا نجد من خلالها أن الوردة الجميلة لا يظهر جمالها الحقيقي إلا عندما تصبح بيد المرأة، ومشاعر الحب والود والحنان لا نحصل عليها إلا عندما ترتد من حنجرة أنثى تستقبلها لتبادلنا أياها حيث تلتهب المشاعر وتحمرّ الوجنات وتتسارع ضربات القلب والنبضات .. كما ان الشعراء تصبح قصائدهم فارغة من محتواها عندما تغيب عنها كلمات الحب وكلمات عن المرأة، لأنها الملهمة وهي في حياة الرجل العنصر المُكمل وبدونها سيبقى الرجال غير كاملين مهما تقدموا في مجال العظمة خاصة عندما تغيب المرأة عن حياتهم.
فعيد المرأة هو عيد للحب، وهو عيد الحب الحقيقي (عيد الفالانتاين) لأنه عيد للصداقة .. عيد للمشاعر الجياشة .. عيد للشعراء .. للفن .. للصحافة .. عيد لنا جميعا، والمرأة هي معنا؛ أما وزوجة وأختا وابنة ... فهكذا وجود في حياتنا يتحتم علينا تسليط الأضواء وأعطائه الاهتمام اللازم لكي يكون حضورا متميزا فاعلا يأخذ كامل حجمه ولا نلتفت إلى الجانب السلبي فقط من البعض الذين لا يحترمون أنفسهم وبذلك يقل احترامهم ويتم فقدانه لتنقطع العلاقة الصحيحة والواجب الوصول إليها ما بين الرجل والمرأة. وهذه العلاقة لكي تكون وفق الأمنيات التي طرحناها يجب أن تُبنى وفق سياقات صحيحة خالية من الاستغلال وتلتزم بالواقع الاجتماعي والعرف والتعاليم الدينية والدنيوية، لأن كل القيم والتعاليم تحترم المرأة وتبجلها وتطلب منا ان نكون معا (ذكر وأنثى) لكي نتعارف.. لكي نتبادل المشاعر والأحاسيس .. لكي نعمل ونخلق المعجزات .. لكي نكوّن الأسرة التي تعطي ثمارا يانعة ولكي يعيش الحب وينمو وتصبح الحياة تمتاز بالرونق والبهاء.
إذا مرحى لك أيتها المرأة ليس فقط في هذا الشهر بل في كل أشهر السنة وأيامها لأن وجودك هو في المركز ولا يصح مطلقا دفعك عن هذا الموقع لأن الدائرة سيتغير شكلها ولا تنطبق عليها قوانين الطبيعة، وتكون الحياة متوازنة عندما تصبحين أنت مركز حياة الرجل وتكونون معا كيانا واحدا يبهر الإنسانية ويعطيها الطعم الأكثر حلاوة في المذاق.