موضوع: أنتم نور العالم الخميس 03 سبتمبر 2009, 8:40 am
انتم نور العالم
كلمات مضيئة تفوه بها الرب يسوع موجهاً كلامه لأتباعه ولنا ايضاً الذين نتبعه اليوم ونعمل جاهدين لكي نكون نوراً يضىء الدرب للآخرين وما اجمل واروع الدور الذي يطلبه منا الله عندما نصبح المنارة التي يهتدي اليها التائهون كي يصلوا الى ميناء الخلاص.
النور مهما كان صغيراً فإنه قادراً على هزيمة ظلام دامس، الامر الذي علينا العمل بنشاط ولا نستصغر قابلياتنا وامكانياتنا بل علينا جعلها تصب بإتجاه هزيمة الظلام وقواه الشريرة التي تحاول دائماً اشاعة ثقافة الموت والقتل والدمار، وهؤلاء لا يروق لهم بروز ومضات هنا او هناك مخافةً ان تتوحد مصادر النور لتصبح شعاعاً قوياً يطهر المكان ويعقمه من الجراثيم المميتة تماماً كما تفعل شمس الله في كل مكان تدخله، وبيتاً لا تدخله اشعة الشمس يكون مرتعاً لمسببات الامراض ومكاناً فعالاً لتعشش فيه المخططات وتزدهر قوى الشر كي تلحق بأبناء النور اقوى ما تستطيعه بغية اضعافها او ايصالها الى مرحلة اليأس وانسحابها من الساحة لتبقى مفتوحة لقوى الظلام وتعيث في الارض فساداً.
وابناء النور بحاجة الى ثقافة خاصة والعيش بأسلوب مميز كي يكون مثالاً يحتذى به من قبل الآخرين، فمن اعمالكم يرونكم ويمجدون الله ومن الثمار يتم التعرف على هؤلاء فالشجرة الجيدة تعطي ثماراً جيدة وكل عمل مثمر بإتجاه افعال الخير يلحق بقوى الشر ضربةً قويةً وعند تكرار هذه من قبل الكثيرين يصبح ابناء النور جنوداً سماويين يشيعون ثقافة المحبة والغفران والتسامح لتعيش الارض والبشر الساكنين عليها يعيشون بسعادة ورخاء ومحبة وينهزم الحرب الذي يبتلع ضحاياه بلا عدد محدود ويحل محلها الحب الذي يوطد الاواصر الاجتماعية والانسانية بحيث يعمل الانسان من اجل مصلحة غيره تماماً كما يعمل من اجل مصلحته، وابناء النور يعملون من اجل الآخرين ويقدمون التضحيات كما لو انهم يعملون من اجل انفسهم، فالآخر هو القريب او الجار الذي توصينا به التعليمات الالهية.
وهكذا نصل لأن يكون ابناء النور هم النواة الصالحة للمجتمع وهم الذين نعتمد عليهم في بناء مجتمعات صالحة ... مؤمنة ... مخلصة تقوم بالاعمال الموكلة اليها بهمة ونشاط وتصون المال العام كما لو كان مالها الخاص ويخاف أحدنا على الآخر كما لو كان يخاف أو يحرص على نفسه.
وعندما نتعامل هكذا سنصل الى نقطة البداية في بناء بلدنا بنياناً مرصوصاً وعلى أرضية صلبة لكي يفرح اجدادنا العظام بنا ونضع بلدنا في مصاف الدول المتقدمة خاصةً وإننا في العراق لدينا من العقول والكفاءات والامكانيات التي منْ بها الله علينا الشىء الكثير ولا نحتاج لشىء سوى للشروع والاعتماد على بركة الله وإعطاء الفرصة للمخلصين كي يعملوا ويثمروا وتكون ثمارهم الواحد ثلاثين وستين ومائة.