موضوع: لا نتساهل في إتمام إرادة الله الأحد 18 نوفمبر 2007, 12:30 pm
لا نتساهل في إتمام إرادة الله في اللحظة الحاضرة
قد لا نفرح عندما تصادفنا كلمة (لا) أو (ممنوع) ونثور ونعتبرها تضع حدا لطموحاتنا وأنها من المعوقات التي تحدّ أنطلاقتنا وإمكانياتنا في رسم ما في عقلنا من مخططات وأفكار، لكن لا مفر من استخدام هذه الكلمات في حياتنا العامة والخاصة لأنها قد تستعمل للخير والسلام أيضا وتبعد عنا خطر ما وكذلك عمن نحذرهم بها. كما أن التساهل أيضا قد يعني التغاضي عن أمور جوهرية على حساب النتائج، لأننا عندما نتساهل في أمر ما فإننا نستعجل النتائج التي تأتي غير متطابقة مع لو أننا سرنا في الموضوع بخطواته الطبيعية. وكلمة إتمام تعني فيما تعني وجود أمر ما علينا إكماله أي أنه موجود قبلنا وما علينا سوى العمل على إتمامه. كلمات أردت توضيحها في تأملنا لهذا اليوم فإن الله موجود منذ الأزل وهو علة كل العلل وخالق الكل وواضع الكل في هذه الدنيا، وهو أيضا مهندس الكون كله وآخر ما خلقه فيه كان الإنسان؛ الذي هو نقطة البداية لجنسنا وكنا وارثين لكل الإيجابيات والسلبيات في خضم المسيرة التي ابتدأت رمزيا بشخصين أسميهما : آدم .. حواء. وإرادة الله لأبوينا الأولين كانت أن يعيشا في جنة عدن ويحافظا على قوانينها وأنظمتها، وكما نعلم من القصة الرمزية التي يوردها الكتاب المقدس أنهما انحرفا عن إتمام إرادته تعالى وسارا باتجاه تتميم إرادتهما الذاتية التي قادتهم إلى الطرد من النعيم الذي كانوا فيه وتحملنا نحن أحفادهم كل الوزر الذي نتج عن ذلك. إذا عملية التساهل تقودنا كما قلنا إلى نتائج غير طبيعية كوننا لا نسير في الخط الطبيعي للنتائج، وعرفنا ما آل إليه وضع أبوينا (آدم وحواء) من حال بعد تساهلهم في أمر إرادة الله خلال وجودهم في جنة عدن، وهذا أيضا ينطبق علينا وكل منا عندما يعود إلى ذاته ويفكر فيها وفيما مرَّ به في حياته يستطيع أن يحدد أمورا كثيرة كانت النتائج فيها ليست كما يشتهي جراء تهاونه في لحظة ما. إذا الإنسان يتوجب عليه الالتزام بالإرادة الإلهية، يدرسها جيدا ويعي ما تتطلبه منه لكي يكون أهلا لمرضاته، وحرصا منا لاتمام المشيئة الإلهية يقودنا إلى أن نكون نظاميين ومرتبين ونعمل باتجاه الكمال، والعالم بما فيه من البشر يحترم ويقدر عاليا كل من كان يعمل بجدية ولا يتساهل فيما يقوم به، كونه مخلصا لما يقوم به، وهذا هو بيت القصيد، فعدم التساهل يقودنا إلى الإخلاص، والإخلاص في إتمام إرادة الله يعني الفوز بثقة الله، والفوز بمحبته والعيش في حياة أبدية منذ اللحظة، وبذلك نحقق المقولة أن ملكوت الله يبدأ من داخلنا، ومنذ اللحظة. فلنعمل ولا نتساهل وكل الأمور الأخرى ستُعطى لنا.