لمناسبة سنة الكهنوت - الرسالة الأولى

اخوتي الاحبة وآبائي في الايمان كهنة بغداد الاعزاء:
بنعمة الرب وبتحريض من الرب يسوع الهي ومخلصي اكتب لكم في هذه السنة التي خصصها الاب الاقدس البابا بندكتوس السادس عشر سنة للكهنوت مهنئاً اياكم ومن خلالكم جميع من نال سر الكهنوت واصبح كاهناً الى الابد على شبه ملكيصادق كونكم تمثلون المسيح على الارض وخصوصاً عندما تمارسون الاسرار التي نلتموها في الرسامة لكي تصنعون انتم كما صنع هو في ليلة العشاء الاخير.
اخوتي الاحباء:
ان السر الذي تحملونه هو بدايةً نعمة من الله ابينا قبل ان يكون حملاً يوضع على اكتافكم لان المدعوين كثيرين اما المختارين فقليلون، اذاً انتم المختارين اذين خصكم الله لتدخلوا قدس اقداسه واعطاكم الموهبة بالنعمة لكي تحولوا الخبز الى جسده والخمر الى دمه واعطاكم السلطان لكي تحلوا في الارض وهو الذي يجعل ماتحلونه في الارض يكون محلولاً في السماء وما تربطوه مربوطاً في السماء كما واعطاكم السلطان لكي تغفروا للناس زلاتهم وخطاياهم، اذاً انتم تمارسون بأسمه سلطان لم يعطى لأحد سواكم واياكم ندعوا ابونا كما ندعو الله بالاب لانكم لم تصبحوا حكراً لانفسكم او لعائلتكم بل انتقلتم لتكونوا للكل وللعائلة الاكبر التي هي الكنيسة.
وانطلاقاً من ذلك اكتب لكم مكبراً دوركم في الظروف المختلفة من برد وحر، من حرب او سلم من قتل ودمار وخراب او من خطف وتهديد وتهجيراو من مواجهة الناس المذعورين الذين الذين يلجأون اليكم لانكم الملاذ الذي يقصده الخائفون والمهددون والمشردون منهم يعتبرون الكنيسة هي الام فأين يلجأ الاولاد اذا عندما تضيق بهم الدنيا ويتعرضون للمشاكل بكل تأكيد يركضون لكي يرمون انفسهم في احضان امهاتهم لكي ينشرون الامان.
كما انتم الرعاة الذين يتشبهون بالمسيح الراعي الصالح والذي يبذل نفسه عن القطيع المسؤول عنه يدرأ عنه شر الذئاب ويبحث عن الحملان التائهة ويرعى الجياع ويكسو العراة ويزور المرضى ويتفقد الجرحى وكل ذلك انطلاقة من الرسالة التي تحملتموها يوم قبلتم الرسامة ونلتم سر الكهنوت بفرح غامر وبطيبة واتضاع وتواضتع وعبرتم عن استعدادكم لخدمة الكنيسة في مختلف الظروف وان تكونوا طائعين للرئاسات الكنسية.
بكل تأكيد عندما اكتب لكم لا انسى انكم لستم وحدكم في الميدان بل هناك رئاسات دينية تتبعونها وعليها حمل ربما اكبر مما تتحملونه لانهم كالقادة في ساحة الحرب والذين يعطون المعنويات والشجاعة لمن معهم في القتال لذلك فإن الرئاسات التي قدمتم الطاعة لها في رسامتكم مدعوة لتكون معكم اولا باول ويدا بيد لحل كافة مشاكلكم وتلبية الاحتياجات الضرورية لكي تعيشوا معززين مكرمين كونكم المثال الذي نحتذي به نحن المؤمنين ابناء الكنيسة.
اننا في العراق وفي بغداد ننظر اليكم باعجاب ونعمل لكي نكون عوناً لكم نساعدكم في العمل الخورني من خلال الاخويات والجوقات لكي تكون الاحتفالات الدينية والليتورجية بأبهى صورة كما يزين شمامستنا المذابح ويكونوا يدكم الفاعلة في حقل الرب لذلك نطلب ان نتعاون معاً لكي يكون حقل الرب رائعاً مثمراً ولا تتذمروا منا لاننا مهما علا العِلم الذي نصل اليه فهو ليس سوى اصغر من حبة الخردل التي نرجوا ان تكبر وتنموا بمساعدتكم لكي واياكم نصل الى الفرح السماوي حيث نزمر مع الملائكة إلى الله الاب وعندها يكون فرحنا عظيماً عندما نخلص جميعاً ولا نترك واحداً ضائعاً تخسره البيعة الجامعة المقدسة، اتمنى ان نتواصل لما فيه خير الايمان والكنيسة وجماعة المؤمنين.