لنجري في إرادة الله

مشرف عام منتديات

لنجري في إرادة الله

الحياة مليئة بأنواع وأشكال شتى مما وضعه الله فيها عندما خلقها في ستة أيام، وكلٌ يسير في فلكه وحسب مخطط الله وإرادته، فالرب قد حدد ورتب وصمم لكل شيء بمنتهى الدقة، فأي اختلال في زمن دوران الكواكب على سبيل المثال يتسبب بكارثة وقد تتحول المشكلة إلى يوم القيامة الذي تذكره الكتب السماوية، لأنها ستكون نهاية للكون الذي أبدع الخالق بهندسته.

ونجد نفس التعقيد في جسم الإنسان بحيث يتألم الجسم كله لأي عضو يتألم وتتغير الصورة العامة للجسم عندما يحدث خلل ما فيه؛ إنها العملية المتقنة التي جعلها الله في خليقته.

ونجد أمورا كثيرة تجري؛ المياه تجري في مجاريها، الدم يجري في عروقه، المتسابقون في المضمار المخصص للسباق ، والوقود في أنابيب خاصة لتأدية مهمته، وهكذا من الممكن أن نأتي بأمثلة كثيرة من هذا القبيل.

والجري المقصود هنا هو الإسراع وليس السير الاعتيادي، فعندما يكون القصد إرادة الله عندها علينا الاسراع لبلوغ الإرادة السامية لربنا، وعندما نجري فيها نكون مطمأنين ودون خوف من السقوط أو أن تلحق بنا أية أذية، ولكي نصل إلى السبق ونحقق الهدف، ونفوز، يجب أن نفكر أن كثيرين يتسابقون لكن واحدا فقط هو الذي يفوز، فيجب أن نضع نصب أعيننا بأن الوصول إلى إرادة الله هو مخصص لواحد فقط رغم أنه لجميع البشر، لكن بافتراضنا أنه لواحد عنده نجري بكل طاقاتنا لنصل بسرعة بسبب أن الكمال موجود في تلك الإرادة كما موجود فيها الراحة والرحمة والعدل وكل الصفات الحميدة التي يطمح أي أنسان الحصول عليها.

والمهم عند الجري أن نحدد الهدف ويكون واضحا لكي نعرف طريقنا ونشدّ العزم في السير وننظف سبل الجري مما فيها من عقبات تؤثر على الجري أو قد تدفعنا للخروج من المضمار أو قد تسبب لنا السقطات المؤذية وتؤخر وصولنا الهدف، فليس للسرعة والجري غير المحدد الأهداف أهمية، وقد نصلي ونتضرع ونقضي أوقاتا طويلة نناجي بها ربنا دون أن يكون لنا هدف من ذلك، فكيف للرسالة أن تصل دون أن نحدد عنوان لها.

كمؤمنين علينا الجري وعيوننا تنظر نحو الهدف الأوحد ألا وهو الوصول إلى إرادة الله ونصبح فيها، هكذا أيضا نكون في كل لحظة من لحظات العمر بدءا من اللحظة الحاضرة، ونركز اهتمامنا عن طريق عقولنا لكي يكون العقل معين للعين وللرِجل والجسم كله في مسيرته المباركة فالهدف نبيل ويستحق الجهد والعناء، ولنعتاد أن نضع هدفا محدد المعالم لكل خطوة نخطوها حتى لا تضيع جهودنا سدى ونغتنم كل فرصة وكل لحظة لإغناء المسيرة ونحضى بنعمة الله القدير التي تكفينا لتقودنا في طريق آمن ولا يكون ما نسرع من أجله ليس كما تجري الوحوش بل نجري كإنسان له هدف نبيل.

» لنخمّن إرادة الله
» لنضحي بأنفسنا من أجل إرادة الله
» لا نتساهل في إتمام إرادة الله
» لنتمم بشكل صارم إرادة الله
» لنتمم بكمال إرادة الله