الصوم لماذا وممن؟

المدير العام

الصوم لماذا ومِمَنْ؟

الكثير من المؤمنين يمارسون رتبة الصوم ويُطَبِقونَ على أنفسِهم أنواع من التقشفات والإماتات التي تُحارِبُ الجسد، بغية ترويضه كي لا تصبح شهوات الجسد مادة لقتل الروح وإهلاكها في العذابِ الأبدي، ويكون هذا استنادا لوصايا الكنيسة وتطبيقا لما قام به سيدنا يسوع المسيح له المجد عندما عَزِمَ أو دنت ساعته لاعلان رسالته، أي أنه كان على وشك أعلان الخلاص الذي أطلقه يوحنا قبله: (مَتَّى3 : 2) قائلا توبوا لانه قد اقترب ملكوت السموات..، وكذلك كرز يسوع باقتراب ملكوت السماوات كما في (مَتَّى4 : 17) من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السموات. لكن بصوم المسيح استطاع أن ينتصر على المجرب كما نجد في الآيات التالية:
(مَتَّى4 : 5) ثم اخذه ابليس الى المدينة المقدسة واوقفه على جناح الهيكل..
(مَتَّى4 : 8) ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا واراه جميع ممالك العالم ومجدها..
(مَتَّى4 : 11) ثم تركه ابليس واذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه.
(لُوقَا4 : 3) وقال له ابليس ان كنت ابن الله فقل لهذا الحجر ان يصير خبزا..
(لُوقَا4 : 5) ثم اصعده ابليس الى جبل عال وأراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان..
(لُوقَا4 : 6) وقال له ابليس لك اعطي هذا السلطان كله ومجدهنّ لانه اليّ قد دفع وانا اعطيه لمن اريد..
(لُوقَا4 : 13) ولما اكمل ابليس كل تجربة فارقه الى حين.
ومع بدء يسوع بالمشروع الخلاصي فقد وصلنا إلى علامة البدء لهذا الملكوت الأبدي. والصوم ليس ممارسة مجردة بحد ذاتها، إنما هو من أجل هدف محدد يجب أن نعرفه ونحدده لأنفسنا كي لا يكون سيرنا نحو المستقبل سيراً عبثيا دون غاية نريد تحقيقها أو هدف نبتغي الوصول إليه، والرب قال فيما قاله: إن هذا الجنس (الشرير) لا يخرج إلا بالصوم والصلاة، (مَتَّى 17 : 21) "واما هذا الجنس فلا يخرج الا بالصلاة والصوم".
(مَرْقُسَ 9 : 29) "فقال لهم هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة والصوم". إذاً وجودنا في هذه الحياة هو لهدف ينشده المؤمنون آملين أن يَصِلوا يوما إلى تحقيق صورة الله ومثاله فيهم ويكونوا أهلاً ليصبحوا يوما من المختارين يبتهلون لله ويعاينون الجلالة الإلهية التي خططت ونفذت وضحت بالابن الوحيد لكي يرفع خطايا العالم ويتسلق طريق جلجلته غير آبهاً بالبصاق والضرب والشتم وأكليل الشوك، أي أن الوصول إلى الهدف لا يمر إلا عبر التضحية ... والألم وما يرافقهما من أمور يصعب على بعض منا تحملها ويستسهل الطريق الآخر الواسع الذي يؤدي إلى الموت أو الهاوية.
فما ألذَّ على الإنسان لو تناول ما طاب له من المأكولات والمشروبات ومارس مختلف الأعمال التي قد تغضب القريب والإنسان الآخر، وتسلب حريته أو شخصيته، لكن التجرد من كل هذا ووضع حسابات كي لا يغضب الله أو القريب وعدم أعطاء الجسد حاجته من الملذات كي لا يفلت زمام السيطرة من الروح ويهلكان معا في جهنم النار، من هذا جاء الصوم لكي يروّض الجسد ويسلك في سبيل الاستقامة والحق وبذلك نكون أدوات لله يحارب بنا وبواسطتنا الشرير كي تخفّ معاناة الآخرين الذين لا يستطيعون أو لا يمتلكون القدرة لمحاربته، وبذلك نكون نحن عونا لهم يعبرون من خلالنا إلى ضفة الخلاص.
وهذه المحاربة ليست فقط بالامتناع عن الأكل بل عن أهواء كثيرة يطمح الجسد بها وكلها من مظاهر التي تبهج من الخارج لكنها تكون سببا للهلاك، وعالمنا اليوم مملوء منها وتجر الإنسان بهدوء وبساطة للانحراف والابتعاد عن الوصايا والناموس، ولما كان يوما الامتناع عن الأكل هو المطلوب لكن اليوم ربما يكون الأكل في ذيل القائمة ويحل بالمقدمة قائمة كثيرة من مفرزات العولمة والكومبيوتر والستلايت والخلاعة والمجون والرذيلة والكلام غير المنضبط والقائمة تطول وما على المؤمن سوى أن ينتبه لمفردات كثيرة ودقيقة ربما لا يعيرها أهمية لكنها تجعله ينزلق نحو طريق الهاوية التي هي فاتحة فاها وتنتظر المزيد ليكونوا مع الشيطان بعيدين عن دائرة الخلاص وكم تحزن الملائكة عندما تجد من فداهم الرب بدمه مصلوبا ومهانا ومرذولا يهلكون ولا يستفيدون من هذا الفداء!!!
إنها فرصة لكي نتذكر ونعدل من مسيرتنا في أيام الصوم المبارك ولا نريد أن نكون هكذا فقط في هذه الفترة بل تكون كل أيام حياتنا أياما مخصصة للرب وللتوبة والصلاة كي نستطيع مقاومة الشرير وأفعاله.

أستاذنا الفاضل عبد الله النوفلي سوف أبسط لك ولأعضاء موقعنا العزيز معنى الصوم وأتمنى من الرب يسوع أن يساعدني على ذلك .

الصوم :ـ هو عبارة عن رجوع الى الذات أي محاسبة النفس من خلال الضمير فالصوم هنا ليس فقط الانقطاع عن الاكل والشرب لا بل نستطيع منع أنفسنا عن أشياء نحن نحبها كثيراً قد تكون هذه الاشياء هي المسبب الرئيسي لأنحرافنا وابتعادنا عن معرفة الله ومحبته لنا نحن البشر .

فبرأي المتواضع والبسيط ما فائدة أنقطاعي عن الاكل والشرب وتطبيق قوانين الكنيسة وقلبي مملوء غضب وحقد وكراهية للاخرين مافائدة صومي وصلاتي وأنا لا أطبق أبسط الاشياء التي طلبها مني ربنا يسوع المسيح قبل صلبه وموته على خشبة الصليب الا وهي
{ احبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم } وما فائدة صومي وانا لا أفكر ملياً بالاية التي تقول { ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وسر نفسه } .

كل هذه الاشياء اذا أستطعت تطبيقها يوميا فهذاالصوم الحقيقي لنا نحن البشر .

خادم المسيح
قيس بيداويد

المدير العام

شكرا لك أخي قيس فقد أصبت ليباركك الرب