موضوع: لا نتردد في إتمامنا إرادة الله الجمعة 16 نوفمبر 2007, 4:25 pm
لا نتردد في إتمامنا أرادة الله في كل لحظة
[color=navy]التردد موضوع وصِفَة تجعل من صاحبها ضعيف الشخصية لا يقوى على اتخاذ القرارات، ويكون ضعيفا.. مسلوب الإرادة، يسّيره الآخرون وقد يهمله المجتمع لأنه لا يستطيع تقديم شيئا جديدا خاصا به ينفع نفسه وينفع الآخرين، فالحياة هي تبادل الخبرات والمصالح والمنفعة و... ومن يتردد في شيء يخفق في مجالات عدة لأن شريط الأحداث اليومي للإنسان بحاجة ليتخذ قرارات بمفرده وان يميز بين الخير والشر، وبين الخطأ والصواب، والأخفاق هنا يعني الفشل الذريع والانزواء الجانبي الحتمي. والإنسان فيه طاقات وإمكانيات عظيمة لا حصر لها؛ كيف لا وإن الله هو الخالق والصانع والمبدع، وفي حياتنا العامة نجد أجهزة ومعدات من صنع البشر، ومن منشأ الصنع غالبا ما نقرر أن المادة جيدة أو رديئة، هكذا ودون تردد عندما ننظر إلى خالقنا نقرر أن البشر يجب أن يكون غاية في الروعة والتصميم لأن الله هو مبدعه، وهو كذلك أيضا فلا يمكن تصور تكوينا معقدا كجسم الإنسان غير ما هو عليه، فهو مُرَكب بعناية بحيث لا يمكن لأي جزء منه الاستغناء عن الأخرى مهما كانت بسيطة، هذا هو الخلق العظيم النابع من رب القدرة الذي يقول للأشياء كن فيكن أي بدون نقاش أو مجادلة، أو حتى أدنى مجال للشك في قدرة الحصول لما يبتغيه ويقرره، إن هذا ما هو إلا مثالا لنا لكي نحذو حذوه ونمضي قدما في مسيرة حياتنا دون تردد مطلقا. والحزم أيضا قد يكون سببا للنجاح لكن قد يقودنا إلى الديكتاتورية والتفرد بالرأي والقرار، وأهمال كون الجماعة عند تكاتفها وتعاونها تحقق عملا أعظم من العمل الفردي، والإنسان هذا المخلوق العظيم بحاجة إلى التشاور مع غيره وأخذ رأيهم والاستفادة من خبراتهم لكي يأتي ما يُقدم عليه بأبهى صورة. [color:4946=navy:4946]إذا كيف يمكننا موازنة الأمر بحيث نبعده عن حالة التردد ولا نجعله يصل إلى التفرد باتخاذ القرارات وصولا إلى أهمال المجتمع والاكتفاء بالرأي الشخصي؟ لا شك أن الموضوع حساس جدا ويعتمد على قدرات الإنسان الذهنية والفكرية وشخصيته التي فيها المقومات التي تجعل الإنسان قادرا على موازنة الأمور ليصل بسفينة حياته إلى بر الأمان حيث تعيش الإنسانية معا، تعمل وتجتهد لتصل إلى هدف عام يخدم الجميع، وفي إرادة الله وموضوع إتمامها يتعين علينا أن لا نتردد مطلقا، فكيف لنا أن نتردد بالاعتراف بأن الله هو أبونا وخالقنا، أو في حفظ وصاياه، أو في حبنا لأبوينا، وهل نتردد في أن القتل هو عمل أجرامي يجب الابتعاد عنه، أم أن السرقة هي عمل لا أخلاقي وأن الزنا والشهوة غير المشروعة هي من المحرمات التي نحصن أنفسنا ضدها... كل ذلك قواعد عامة وضعها الله لنا في وصاياه المقدسة لا يمكن لنا مطلقا التردد في إتمام مشيئته من خلال ما يريده لنا من مسيرة في الحياة وبذلك نكون قد حققنا غاية الخلق وهي ان نحبه ونشكره ونمجد قدراته الإلهية وتمضي صورتنا قدما نحو الزهو والافتخار لتقترب من صورته تعالى.